حديث الجمعة

مشاهد مبهجة

مشاهد مبهجة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإن نجاح كل إنسان بعد توفيق الله تعالى وقف على مجموعة من العادات الإيجابية التي يمارسها في يومه وليلته.
ومن أبرز تلك العادات التي تصنع حظوظ صاحبها (عادة القراءة) ولو لم يكن من شأنها إلا أنها أول كلمة خوطب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي لكان ذلك كافياً.
واعترافاً بشأن عادة القراءة في تكوين ثقافة الأجيال وبناء أفكارهم وإحياء واقعهم تحتضن بلادنا وفقها الله تعالى ووفق ولاة أمرها لكل بر وخير في كل عام هذه المناسبة الضخمة (معرض الكتاب الدولي بالرياض) في محاولة لإقناع الأجيال بضرورة هذه العادة في مستقبل الأيام.
وقد تيسر لي هذا العام زيارة هذا المعرض ورأيت مشاهد كثيرة تبعث الفرح وتدعو للفأل وتهيض على الناظر متع الحياة.
من أول تلك المشاهد أن جملة كبيرة جداً من المقبلين على هذه التظاهرة الثقافية من أجيال الشباب رجالاً ونساءً وهي رسالة ضخمة في أن هذه الأجيال تدرك مكانتها وتعتني بعقولها وتحرص على نهضة أروحها وأفكارها من خلال الكتاب وتتأبى أن تكون صدى لجملة من الهوامش في واقعها وهي بإذن الله تعالى بداية النهضة وأول طريق المجد الكبير في قادم الأيام.
ثانياً: مشهد تلك الفتاة التي تزور إحدى الدور المتميزة وتطلب كتاب (وحي القلم) للرافعي ثلاثة مجلدات وهي تتفاجأ بثمنه الكبير، وتصارع رغبتها العارمه في شرائه مقارنة بثمنه ثم تعيده وتذهب وما تلبث أن تهزمها رغبتها وتعود لتشتريه.
المدهش في تلك اللحظات علوّ رغبتها وتطلع همتها لحرف الرافعي ذائق المعنى مع وعورة مسالك الكتاب في كثير من مباحثه وهي نافذة مشرقة تدلك على الحياة الفكرية الأدبية في مستقبل تلك الفتاة في قادم الأيام.
ثالثاً: قابلت في جنبات المعرض ولمرات عدة أصحاب احتياجات خاصة يتنقلون بين الدور من خلال وسائل طبية متأبين على القعود لظروف الزمن رافضين فكرة الاستسلام عن المشاركة في مشاهد المجد مصرين على البقاء في مشهد الحياة الكبير.
هذه بعض تلك المشاهد المبهجة التي رأيتها في أول أيام المعرض، وإن أرضاً تحتضن هاذين الحرمين، وأول مبعث أعظم الرسل في أرضها ستبقى بإذن الله تعالى مصدراً للحياة.
الجمعة ١٤٤٠/٧/٨هـ