الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد
من أكثر الأدوات المؤثّرة في بناء الإنسان (الوقت) وإذا رأيت تيجان الفضيلة على رأس صاحبها فتلك فضيلة الوقت ما زالت به حتى ألبسته تلك التيجان،وهو أربع وعشرون ساعة عند الناجحين والمتميزين وعند العاديين المخفقين.
جاء رمضان ليثير فينا فضيلة الفضيلة ويذكرنا بعظمته، ويبين لنا أنه أهم موارد الحياة على الإطلاق.
إنك حين تفطر بثوان معدودة قبل غروب الشمس لا يكن لك من يومك شيء، وذهب كل وقتك لا قيمة له، وحين تأكل بعد آذان المؤذن في الفجر لا تستقبل من يومك سوى الحسرات.
يعلمنا رمضان بهذه الصور أن الاحتفال بالوقت هو صناعة الكبار، وأن من فرّط في وقته لم يستقبل سوى الندامة.
إن ثلاث دقائق كافية لصلاة ركعتين، وعشرين دقيقة كافية لقراءة جزء من القرآن، و لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا تستغرق سوى سبع دقائق، و إذا قرأت خمسة وعشرين حديثاً من البخاري في كل يوم أتيت عليه كاملاً في ثلاثة أشهر.
لقد احتفل أحد المبدعين بوقت ما قبل النوم فخصص عشرين دقيقة أتى منها على قراءة مسند الإمام أحمد في خمس وثلاثين مجلداً، وسير أعلام النبلاء في ثلاثة وعشرين مجلداً. وخلق من مساحة مستقطعة تذهب في تصفح الجوال عند كثيرين مساحة إبداع أتى منها على بعض أحلامه التي يريد.
ما أحوجنا لإدراك قيمة الوقت في هذا الشهر والتخطيط له والإتيان منه على أحلامنا التي نريد.
يمكنك أن تتعرّف على الأوقات المتاحة لديك في هذا الشهر ثم تخطط لاستثمارها وبلوغ آمالك من خلالها ولعلك تأتي على أمانيك.