تدبرات قرآنية

من كنوز الوحي

من كنوز الوحي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
في مرات كثيرة يكون دواء أمراضنا وأسقامنا في متناول أيدينا ولا يكلفنا مالاً ولا وقتاً ولا جهداً ويكون في ذات الوقت عبادة وقربة ومع ذلك نترك هذا الميسور الثابت نفعه شرعاً وعقلاً وتجربةً،  ونذهب نبحث عن أدوية من صنع البشر وتكلفنا مالاً ووقتاً وجهداً وفي النهاية شفاؤها محتمل ولا تخلو من أضرار جانبية تلحق الإنسان فيما بعد.
ومن هذا الباب سورة الفاتحة فقد أثبت الوحي أنها علاج ودواء فقد قرأ بها الصحابي رضي الله عنه على ملدوغ فكأنما نشط من عقال.
 قال النووي معلقاً على هذا الحديث: في هذا الحديث التصريح بأنها رقية فيستحب أن يُقرأ بها على اللديغ والمريض وسائر أصحاب الأسقام والعاهات.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: ‏ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بالفاتحة آخذ شربة من ماء زمزم واقرأ عليها الفاتحة مراراً ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الانتفاع .
وهي أعظم سور القرآن، وقد نص أهل العلم على أن من هجر القرآن هجر الاستشفاء به.
ومن أقبل على هذا الوحي صادقاً أفاض الله تعالى على روحه ومشاعره وجسده عافية لم تكن له على بال.

 

د. مشعل عبدالعزيز الفلاحي
السبت ١٤٤٠/٣/١٦