رمضان يبني القيم

ميلاد إنسان2

ميلاد إنسان2
هل عليه رمضان مع عموم المسلمين، وفرح أن مد الله تعالى في عمره حتى ورود هذه الخيرات، وبدأ يستثمر رحلة الشهر في حياته، وها هو يصوم خمسة عشر ساعة من أجل الله تعالى، ويتحرّج كثيراً من كلمة أو تصرّف يخرم عليه صيامه ويؤثّر على عبادته، ويجهد في كل طاعة رجاء ما عند الله تعالى غير أن المفاجأة التي تنتظره مُرة للغاية!
فصاحبنا رغم كل ما يفعل لم يُعرض صيامه ولا طاعته على ربه بعد، ولم ينظر الله تعالى إلى تلك الصالحات المبهجة في حياته حتى هذه اللحظة، وما زال عمله مركوناً حتى حين.
تدري من هذا المسكين؟!
هو ذاك الذي لم يغيّر رمضان في قلبه شيئاً، هو ذلك الإنسان الهاجر لرحمه والمتنازع مع زميله، والمختلف مع آخرين، ها هو يتعب ويجهد ولا ينال من ذلك شيئاً قال صلى الله عليه وسلم: (تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا)، أركوا : أي أخروا.
يا لها من فاجعة تلك التي يمسي فيها صائم محروماً من جهده وتعبه وما زال مصرّاً على الحرمان!
إن كان في قلب هاجر حياة فهذا أوان الصلح،  وكم من ميلاد يصنعه الصلح في حياة اثنين!  وإلا فما لجرح بميت إيلام!
د .مشعل عبد العزيز الفلاحي
الخميس  6/9/1435هـ