صناعة الأمل
صناعة الأمل
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
لا تحدّثني عن عمرك، وظروفك، وبيئتك، حدّثني عن حلمك وأحداثك القادمة وقراراتك المستقبلية.
منجم الذهب يا صاحبي، والحديقة الغنّاء، والبقعة المثيرة للعجب هي نفسك حين تمنحها الثقة وتستقبل بها أحداث الحياة.
أعلن النبي صلى الله عليه وسلم حلمه العريض وحيداً على جبل الصفا: (يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا)، وبدأت رحلة المجد ولم تتوقّف إلا على مباهج الحياة.
وحين وقفت اللغة الانجليزية عائقاً أمام عبد الوهاب المسيري في رحلة دراسته قال: حبست نفسي في غرفة لمدة شهر كامل لا أسمع إلا الإذاعات المتحدّثة بالإنجليزية، ولا أقرأ سوى الجرائد والمجلات الانجليزية، وعدت بعد الفصل الدراسي الأول وقد تملّكت ناصية اللغة بشكل أدهش أساتذتي.
وقرر الأستاذ محمد الحسن المعشي الذي تعرّض لشلل رباعي إثر حادث أن يبقى معلماً في المدرسة، وأن يبني بيتاً جديداً، وأن يبني له مشروعاً من خلال التدريس في حلقات التحفيظ.
وأحيل كنتاكي للتقاعد وهو لا يملك بيتاً يسكنه وكان ينام في سيارته، وبدأ رحلة التحديات بعد الستين وها هي صورته تستقبلك على مطاعمه الشهيرة.
أردت أن أقول لك لم تبدأ رحلتك الكبرى في الأرض بعد! وما زلنا ننتظر جرس الإنذار، وصافرة البداية لأحلامك وطموحاتك! والأماني لا يحدّها شيء، والكبار لا تقف أمامهم عوارض الطريق!
وأجزم أنك أكبر من واقعك الذي تعيشه لو أردت! إن أمك التي أرضعتك لبنها وهمومها وألذ أوقات عمرها، ووالدك الذي دفع لك من عرق جبينه، ومجتمعك الذي وهبك حيّزاً من أرضه، ووطنك الكبير الذي أعطاك كل شيء، وأمتك التي تنظر إليك من أبواب الأمل ينتظرون شروق شمسك وتحديّات واقعك، وأحاديث مستقبلك بشوق، فما أنت صانع لكل هؤلاء !