الأسماء بين صراع الثقافة والقيم(1)
الأسماء بين صراع الثقافة والقيم(1)
(تولين، ريلام، إيلين، ميرال، أرانسي، جولين، بيلسان، كرلين، راما، نرسيان) ربما قال أحدكم : هذه أسماء مدن غربية! أو أسماء صناعات وماركات أجنبية ولم يدر في خلده يوماً أنها أسماء بناتنا في القرى والمناطق النائية فكيف بالمدن والمناطق الكبرى!
ولو نقلتك لتتصوّر سمة مجتمعك بعد عشرين سنة قادمة فلا أظنك تغالط الحقيقة أننا سنتحوّل إلى مجتمع غربي في صورته وشكله ونسقه الاجتماعي والثقافي، وهذا جزء مما أخبر به صلى الله عليه وسلم: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ)، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى قَالَ: (فَمَنْ)؟!
ولذا نهى الشارع عن التشبه بغير المسلمين حتى قال صلى الله عليه وسلم: (مَن تَشَبَّه بقومٍ فهو منهم) لأن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين في الأخلاق والأفعال بعد ذلك.
السؤال الكبير:
ما الذي دفع شبابنا إلى هذا النوع الجديد في الأسماء؟ هل هو الدين؟ أو القيم؟ أو النسق الاجتماعي؟ كلا! إنما التقليد فحسب فإذا ما أدركت أن هذه الأسماء نسق ثقافي جديد فرضته الشاشة الإعلامية الأجنبية أدركت خطورة القضية وضرورة الحديث عنها.
من روائع هذا الدين أنه يؤكّد على جمال الأسماء: (يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) قال القرطبي رحمه الله تعالى: وفي الآية دليل وشاهد على أن الأسامي السنع (الجميلة) جديرة بالأثرة وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية لكونها أنبه وأنزه عن النبز. اهـ
وقد قال الأول :
وقلّ أن أبصرت عيناك ذا لقب … إلا ومعناه في اسم منه أو لقب
إنني هنا لا أدعوك إلى مجاراة نسق اجتماعي قديم هو الآخر يحتاج إلى تصحيح لكنني أود منك أن تمضي في رحاب هذا الدين، وأن تحافظ على قيمك، وأن تتنبّه إلى أن المسألة أبعد من اسم يجري على ألسنة الناس فيما بعد، وإنما هي دين وقيم وثقافة أمة يجب أن تأخذ حظها من أفكارنا ومشاعرنا قبل أن تكون مجرّد أسماء مدونة في بطاقاتنا الشخصية.
وللحديث بقية