حديث الجمعة

المشهد المدهش !!

المشهد المدهش !!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
وتأخذني الأشواق لدرجة الوله حين أقرأ وصف أمنا خديجة رضي الله تعالى عنها لزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عاد إليها خائفاً من غار حراء وهو يقول لها (لقد خشيت على نفسي) فتقول له: (كَلا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ) وعطايا الله تعالى لا تنزل في العادة إلا على أصحاب هذه الرايات! حين تجد إنساناً واصلاً لرحمه مثيراً في واقعه يحمل هموم المتعبين، ويقف بإزاء المجهدين، ويرفع راية النصرة والعون للمحتاجين تقف إجلالاً له وتود أن تحمل عنه همومه وأمانيه، واشوقاه للكبار !!
عفواً أيها القارئ الكريم أعد قراءة هذا المشهد المثير: (كَلا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ) وسل نفسك كم حظك منه في بيتك، ومع رحمك ، وجيرانك، وكم هي مواقفك في نوائب الحق! هذا هو الدين يا صاحبي! هذه بعض صوره الجمالية في الواقع، وهذه بعض حكاياته المشاعرية في النفوس.
ما أحوجنا إلى من يرينا حقائق هذا الدين في واقعه، ويعيد لنا درس القدوة الحية جذلاً في مشاهده! عفواً لن أزيدك حرفاً للذكرى، وإنما سأعيد عليك هذا النص المدهش في ذاكرتي: (كَلا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ).
ويمكنك بعد قراءته أن تأخذ جولة على سيرتك في بيتك وتعاملك مع رحمك وجيرانك، وترصد مشاهد حركتك في واقعك لترى صورتك في النهاية مقارنة بهذا المشهد الكبير في حياة نبيك صلى الله عليه وسلم.
د / مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
الجمعة 18/3/1436هـ