حديث الجمعة

فقه الاستثمار (1)

فقه الاستثمار (1)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
مررت قبل يومين بأحد المواقع لشراء ساعة حائطية للوالدة حفظها الله تعالى وحينما مررت على المحاسب سألني سؤالاً ضخماً قالي لي: هذه الساعة لك أو للمسجد؟!
أدركت من خلال هذا السؤال الكبير العقلية الاستثمارية لهذا السائل في متجره وكيف استطاع أن يحافظ على رواج هذا المعنى في قلبه ومشاعره رغم زحام العمل الذي يجري بين يديه! وما حاجتنا اليوم لشيء حاجتنا لهذا الفقه الكبير الذي يبقى به الإنسان حياً حتى بعد رحيله من الدنيا!.
وبينما أنا أقلّب هذا المعنى في مشاعري تذكّرت حديث نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يؤسس له ويشيّد صرحه الكبير في نفوسنا حين قال (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقة جارية، وعلم ينتفع به).
فكأنه يقول لي ولك:
الأصل انقطاع العمل بموت الإنسان ورحيل جسده من الدنيا ولا يغالب هذا الأصل الكبير إلا الفقه الاستثماري الذي أشار إليه صلى الله عليه وسلم بقوله (ولد صالح أو صدقة جارية وعلم ينتفع له).
ويذكرنا ثانية أنه ليس كل ولد أو علم أو صدقة قادرة على الصمود وتحقيق غاياتك منها إلا ما كان بتلك الصفات التي أشار إليها نبيك صلى الله عليه وسلم !.
بقي أن أقول لك :
ما علاقتك بهذا الفقه الاستثماري؟! وما دورك فيه؟ وهل يشغلك هذا المعنى ويجري في مشاعرك؟
يا صاحبي:
” كم من ميّت طواه النسيان! وكم من ميّت ما زال يبعث فينا الحياة!”.