رمضان يبني القيم

على مشارف الحياة

على مشارف الحياة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فثمة حركة فاعلة ومؤثرة وكبيرة منذ يومين أخذت حيّزاً من قلوب الناس وأفكارهم وما زالت تستحوذ على مشاعرهم وتستنزف في ذات الوقت أموالهم وأفكارهم ويمكنك مشاهدة أحداثها بزيارة أقرب سوق إليك أو حتى أحد المتاجر المجاورة لك.

أعجب ما في هذه الحركة أنها خالية في ذات الوقت من جانب الروح فلا تكاد تجد مجرد عناية بالجانب الروحي والمشاعري لهذه المناسبة فضلاً أن تجد عناية بالجانب الفكري فيها! وقلّ أن تجد مناسبة لها رواج في قلوب أصحابها إلا وقد بذلوا لها وفيها ومن أجلها كل شيء .

شهر رمضان مناسبة ضخمة جداً وتستحق الاحتفاء ولو لم يكن فيها إلا قوله صلى الله عليه وسلم (جاءكم شهر رمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين) لكان كافياً فكيف وفيها كل شيء.

إنني أود أن أقول لكل قارئ لهذه الرسالة أن هذه الحركة الفاعلة والأموال المستقطعة والأوقات المستهلكة في غذاء الأجساد يجب أن يستصحبها ذات الحركة على الأقل في الجانب الروحي والفكري والمشاعري فنقرأ ونسمع ونطلع على كل ما يستنهض أرواحنا لاستقبال هذا الشهر المبارك (شهر رمضان) وكم من كلمة وفكرة استنهضت روح إنسان وبلغت به أماني لم تكن له على بال.

وأذّكره في ذات الوقت بضرورة ترتيب أهدافه وبرامجه ومشاريعه لأن بلوغ النهايات منوط بهذا المعنى الكبير.

يمكنك أن تسمع مادة صوتية وثمة مئات المواد بمجرد ضغطة زر على جوالك، أو تقرأ كتاباً أو أفكاراً في ذات الموضوع وهي كذلك متاحة بشكل يفوق خيالك.

إنني أرجو ألا يدخل هذا الشهر إلا وقد سمعت وقرأت ما يحفّز روحك ويجلب على مشاعرك ويصنع فيك ولك كل شيء.

وأرجو أن تأخذ ورقة وتسجل فيها أهدافك:

كم تريد من ختمة في هذا الشهر؟

كم سورة ستتدبّرها؟

كم مرة ستزور رحمك؟

ما العادات الإيجابية التي ستكوّنها؟

وما العادات السلبية التي ستتخلّص منها؟

ما برامجك ومشاريعك خلال هذا الشهر ؟

وغير ذلك مما يدخل في الغاية الكبرى التي جاء من أجلها رمضان (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

وأخيراً:

تذكّر جيداً أن الفرص في مرات كثيرة لا تتكرر، وأن حسن النية موجب للتوفيق، وأن محاولات الإصلاح هي أثمن خطوات عمرك على الإطلاق.

نسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياك رمضان ويعيننا على استثماره ويجعلنا فيه من المباركين .