قلق البدايات
بدأ شخص حياته بتلك المقابلة في وظيفة من الوظائف التي ينتظرها ولكنه لم يجتزها، وكتب آخر أول مقال في بناء موهبته فأخطأ في الفكرة وطريقة العرض، وبدأ ثالث قصة الأذان كوظيفة وأخطأ في أول جملتين من ذلك الأذان ، وتوظف رابع إماماً فتلعثم في أول صلاة أم الناس فيها وأخطأ في بدايات الطريق ، وتزوج خامس وكانت الليلة الأولى أصعب ما واجه في حياته على الإطلاق، وكثيرون بدؤوا أول يوم في أعمالهم وشرعوا في أول خطوات الطريق في مشاريعهم وكان لديهم ألف سؤال عن كيف تكون تلك البدايات ؟ ثم مضت الأيام وتلاشت تلك الأخطاء وعرف كل أولئك أدق التفاصيل فيما بعد عن تلك الأعمال والمشاريع والمسؤوليات التي بدؤوا فيها وهم يجهلون منها في البداية كل شيء، وهي رسالة ألا تستثقل طريق البدايات مهما كان ، وأن تأتي إليها وفي ذهنك أنها الأيام كفيلة بكشف كل تفاصيلها وأحداثها .
واحدة من أكبر مشكلاتنا التي تطاردنا عند كل فرصة أننا نتردد كثيراً ، وتخلق لنا في تلك اللحظة أسئلة كثيرة ومتسارعة ومتداخلة وكلها توحي لنا بأننا أمام أصعب المستحيلات ولا سبيل لنا للوصول إلى شيء من افراحها فضلاً عن الراحة التي تنشدها في مساحات ذلك الاختيار الذي أقدمنا عليه ولو طالت بنا الأيام فيه.
لقد باتت تلك المقابلات عند ذلك الإنسان متعة من المتع ، وأصبحت مقالات صاحب التجربة الخاطئة هي أكثر المقالات أثراً في حياة القُرّاء ، وعاد ذلك المؤذن مع الزمن خبيراً في ذات الوظيفة ، وأصبح ذلك الإمام صاحب تجربة عريضة في ذلك الشأن ، ويمكن لذلك الزوج أن يصنّف كتاباً في إدارة الحياة الزوجية بكل ما فيها من أحداث فضلاً عن إدارة الليلة الأولى فيها ، وتحولت تلك الأوهام والتساؤلات لدى أصحاب البدايات إلى حقائق واضحة لا تحتاج إلى شيء
تدرب على مغامرات الخطوة الأولى ، وجرّب أن تخوض الطريق ولو كان الظلام في كل جزء منه، وحاول أن تكسر حاجز الخطوة الأولى، وكن واثقاً بأن العالم من حولك مثلك تماماً إلا من سبقك إلى ذات الطريق أو خاض قبلك بعضاً من تلك التجارب، وإياك ألف مرة من التردد فإنه مقبرة الفرص وأكبر عوائق الناجحين على الإطلاق.