بوح المشاعر

المساءات الاستثنائية

المساءات الاستثنائية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
ثمة مساءات مختلفة جداً، ومهما حاولت أن تصفها يظل حرفك قاصراً عن بيان تلك المشاهد الآسرة فيها، وليلة القدر من تلك المساءات الاستثنائية في حياتك (وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر) والمعنى أن شهود تلك الليلة يعادل عمر إنسان آخر في الحياة بكل ما جرى في حياته من الصالحات.
(٨٤) عاماً جديدة مضافة إلى عمرك!
أرادت عائشة رضي الله تعالى عنها أن تختصر الطريق للراغبين فسألت سؤالاً ملهماً فقالت: أرأيت يا رسول الله إن وفقت لليلة القدر فما أقول فيها؟ فقال صلى الله عليه وسلم قولي: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” يا لله ما أعذب هذا المعنى؟!
تصف الله تعالى بأبدع الصفات ثم تسأله أن يهبك من آثارها!
فتخيّل أنك في مساء تلك الليلة تحلّيت بتلك المعاني فعفوت عمن ظلمك، وصفحت عمن أساء إليك، وتجاوزت عن كل حظوظك، وسلم قلبك من غله وبغضه، وأقبلت على ربك مستكثراً من الطاعات ومعظماً لشعائره ومنطرحاً بين يديه وتردد (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)!!
يا صديقي:
ثمة مساءات أكبر من أن يصورها حرف أو تكتبها عبارة أو تمليها مشاعر لحظة من اللحظات ولو أنك تأملت مساءات اللطف التي تحل بك ومشاهد العفو والصفح والغفران التي ستأخذ حظها من واقعك لقدمت كل ما تملك من قرابين لتلك المشاهد التي تجري في حياتك ذلك المساء، فدونك يا صديقي الحياة.