ودعنا هذا المساء (23/7/1443) هـ رفيق الروح والقلب والمشاعر، صديق العمر، صافي الود، وطاهر القلب أبا عبد الرحمن مناجي أبو طالب الغبيشي فرحمك الله يا أبا عبد الرحمن وأسكنك فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
زاملتك يا خليل الروح ما يزيد على عشر سنوات في الإشراف التربوي والتدريب في حلي والقنفذة والقوز، فلله ما أعذب صفاءك وما ألطف روحك وما أجمل عشرتك وما أبهج خاطرك وما ألذ مزاحك وما أكرم نفسك!
عن ماذا أتحدث يا صديقي هذا المساء!
عن صدقك الذي لم أعرف غيره على طول عشرتك، أو أتحدث عن صفائك الذي لم يخالطه شيء كل ذلك العمر، أو أتحدث عن نصحك لصديقك تارة حين يقف موقفاً لا تراه أنسب له، أو يلبس لباساً لا يروق في عينك أو يصنع قراراً وترى أن غيره أولى منه، وها أنا يا أبا عبد الرحمن أعترف بعد طول زمن أنك كنت ناصحاً أميناً وصادقاً صافياً ولو لم يكن منك إلا ذلك لكان طوقاً في عنق صاحبك ما بقي به العمر!
ما زلت يا صديقي أتذكر هداياك التي تطوّق بها صاحبك في كل حين، وكلما حاولت أن أرد دينك أقبلت بمثلها حتى والدي يا صديقي شكوت له ذات مرة غلبة جميلك وفضلك فشارَكني رد الجميل.
لله يا صفي الروح كم هو حديثك عن القيم والبناء والتربية في تلك الرفقة الطويلة! وكم هي أمانيك لأجيال الغد القادم في كل مرة! وكم هي الشواهد التي تحفظها دفاتر الزيارات في الميدان التربوي وأنت تُذّكر وتبني وتنصح وتؤكد لكل من يقرأ حرفك أن تربية الأجيال أولاً وقبل كل شيء، وكم هي المعارض واللقاءات التي ناضلت يا صديقي من أجلها حتى جرت أحداثها في الواقع كما تشاء، ولا أنسى المكتبة التي تمثل جزءاً من مشروعك وأهدافك وأمانيك في مكتب التعليم بالقوز وأنت تعيش هم بنائها وعمرانها وتكلمني عشرات المرات في تذكير بعض أهل المال في تبني دعمها وتعاتبني أني لم أنهض لدعمك والتعجيل بمشروعك.
لله يا سلالة الروح ذلك القلب الذي أعطاك الله تعالى فلا تكاد تختلف مع أحد، وتتحمل أعباء ما يصل مشاعرك وتترك للزمن محو تلك الصور، وتعود تعذر غائباً وتفتح أبواباً من الحياة للمتخلفين.
يا رفيق الدرب: كم هي الرسائل والصور التي تأتيني منك وأنت تمازح وتداعب وتصنع نكاتاً مشاعرية على مواقف حاضرة، ومواقف تستدعيها من الذاكرة، ومواقف تبني لها صوراً لتقيم عليها مشاهد من المشاعر تطيل بها التواصل مع صاحبك كل حين.
ما زلت أذكر يا رفيقي تلك اللقاءات التي تمت في مدارج مكتب التعليم بالقوز على وجه الخصوص ودارت فيها فصول من الأماني قل أن يمحيها الزمان من ذاكرة صديقك فيا لهف قلبي على أحاديثك وشجونك وذكرياتك!
يا بهجة الروح والقلب: من يماكسني بعدك في أفكاري كل صباح! من يتابع حرفي فيخلق منه مباهج للمزاح ومشاهد للمداعبة ومساحات من اللقاء! قل لي يا صديقي من يأتي لنا بلحظات الضحك وهي غائبة! ومشاهد الفرح ونحن في أضيق الظروف!
يا صفي الروح: كم كان خبر رحيلك مدوياً في مشاعري! وكم هي وسائل التواصل الاجتماعي التي حملت صورتك مترحمةً وداعيةً ولو أنك رأيت بعضاً منها لأدركت مالك في قلوب العالمين.
(وداعاً يا صفي الروح واللقاء بإذن الله تعالى في جنان الخلد)