اعتكاف القلوب
اعتكاف القلوب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
مدهش ذلك السؤال الكبير التي تشكّل في بداية العشر الأخيرة من رمضان لهذا العام ١٤٤١ على إثر جائحة كورونا (هل يجوز الاعتكاف في البيوت) ولدي قناعة بأن كثرة الأسئلة عن شيء ما دليل اهتمام!
والمدهش الآخر أنه لا غنى للأمة عن علمائها وحاجتهم لهم تفوق حاجة الطعام والشراب في مرات!
وكان جواب أهل العلم واضحاً في أن المسجد شرط في الاعتكاف .
غير أنه تبادر لدي سؤال: لم يسأل الناس هذا السؤال؟ أليس رغبة في الخلوة بالله تعالى والانقطاع إليه، ولم شعث القلوب وجمعها على الله تعالى!
وإذا كان الجواب بنعم وهو الأصل فلم لا يتم هذا المقصود الأعظم من خلال البيت دون نية الاعتكاف، والخلوة في مثل هذه الأزمة حاصلة في كثير من صورها فيقبل الإنسان على ربه وينقطع له صلاةً وتلاوةً وتدبراً وذكراً ودعاءً.
فيتحصّل للإنسان مقصوده الأعظم من ذلك وهو في بيته، وتأخذ الحياة مساحاتها المدهشة في قلبه ومشاعره من جديد.
يارفاق الطريق!
لقد أدهشتني كثرة أسئلتكم عن الاعتكاف في البيت، وها أنا أقول لكم: جربوا الخلوة بالله تعالى في بيوتكم، وتخلصوا من شعث أجهزتكم النّقالة، ويمموا وجوهكم للحياة وستجدون تلك الغايات التي تسألون عنها رأى عين.