بوح المشاعر

كيف نجحوا؟!

كيف نجحوا؟!
الحمد لله رب العالمين والصلاة  والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
كان رسّاماً مبدعاً  فقابله أحد المعجبين ذات يوم فاستوقفه في عرض الطريق وأعطاه ورقة وقلماً وسأله أن يرسم له شيئاً عاجلاً فأجابه إلى ذلك وأخذ ورقته وقلمه ورسم له ما يريد فأخذها ذلك المعجب بلهف وأثنى عليه ثناء عاطراً وحين هم بالانصراف قال له ذلك الرّسام إلى أين؟
ثمن هذه اللوحة التي رسمتها لك مليون دولار! فاندهش ذلك المعجب فقال له: لكنها لم تأخذ منك سوى ثلاثين ثانية! فالتفت إليه قائلاً: هذه الثلاثين ثانية استغرقت مني ثلاثين عاماً في التدريب والتأهيل والعناء حتى خرجت بهذه الصورة في ثلاثين ثانية!.
يا سادة:
كل الناجحين والمبدعين والمدهشين الذين ترونهم دفعوا ثمناً ضخماً من أعمارهم وأوقاتهم وأموالهم حتى كوّنوا تلك الصورة التي رأيتموهم عليها في النهايات!
ليست المسألة عقل أذكى، ولا بيئة أفضل، ولا موارد أجود، وليست المسألة ضربة حظ عارضة وقدر دون أسباب!
المسألة باختصار:
أنهم تعبوا على أنفسهم أكثر حتى تكوّنت لهم تلك النهايات!
حين تعرف ما يميزك عن غيرك وتمنحه تركيزك وتتكوّن لديك تلك الرغبة الجامحة لتحقيقه ستأتي أيام الفرح تتهادى بين يديك!
حين تعرف شغفك وفكرتك الملهمة ومشروعك الذي يلامس شغاف قلبك وروحك ومشاعرك حينها ستدرك ثمن اللحظة التي تستيقظ فيها، وثقل العوارض التي تواجهك في الطريق إليها، وستعلم حينها يقيناً:
لماذا هؤلاء نجحوا واكتفى العالم من حولهم بدور الجماهير!