بوح المشاعر

مقترح للتركيز

مقترح للتركيز
لدينا ولع كبير جداً بالكثرة في كل شيء ومن صور تلك الكثرة أننا نريد كل شيء في ذات الوقت غير أن المؤلم أننا لا نحقق شيئاً من تلك الكثرة التي نريدها وتذهب حياتنا في الشتات والفوضى فلا نحن الذين حققنا بعض أهدافنا ولا نحن الذين سلمنا شعث الهموم التي تداهمنا تجاه تلك الأهداف والرؤى التي نحلم بها.
إن أعز مفقود في زماننا (التركيز) وبمناسبة العام الجديد (١٤٤١ هـ)، لعلي أضع مقترحاً للتركيز يمكن أن يصنع نتاجاً ويحقق إنجازاً ويصبح تجربة تعاد قراءتها للأجيال في مستقبل الأيام.
فكرة هذا المقترح تقوم على تحديد مشروع واحد أو هدف يتيم أو مهارة من المهارات طوال العام تُصرف لها الأيام والليالي والساعات واللحظات حتى نرد منها على غاياتنا الكبرى ونستطيع أن نحتفي في نهاية العام بمنجز ضخم يستحق الفرح وقابل للحديث عنه كتجربة نوعية تقاوم هذا الشتات الذي يعيشه كثيرون.
ومن الأمثلة التطبيقية: لذلك الهدف أو المشروع جعل هذا العام كاملاً لضبط القرآن فحسب بحيث يحدثنا صاحب التجربة أنه يختم مثلاً في ثلاث ولا يحتاج النظر إلي مصحفه.
ويمكن أن يكون الهدف ضبط اللغة العربية ضبطاً يستطيع به طالب العلم ضبط لسانه عن اللحن.
ويمكن أن يكون المشروع قراءة كتب السيرة النبوية أو التاريخ أو التركيز على فن واحد فحسب من فنون العلم (كالعقيدة أو الفقه أو التفسير أو الحديث) طيلة العام.
أو يكون هدفه ضبط مهارة واحدة من المهارات التي يريدها دون غيرها.
أو يقرر بأن يعتني بصلاته عناية يجد أثرها وروحها في قلبه ومشاعره، أو يلجم لسانه عن كل فوضى، أو يبني عادة من العادات الإيجابية في واقعه.
أو يكون مشروع تركيزه بناء أسرته بناء متيناً، أو يتحفنا معلم من المعلمين بأنه فرّغ همومه من كل شيء إلا من تعليمه لطلابه ثم يحكي لنا بعد ذلك عن تجربته، أو صاحب عمل خيري يصنع لنا ألقاً من خلال تركيزه في ذات المشروع.
إنني أدعو كل قارئ لهذا المقال أن يرفع شعار التركيز  لهذا العام (١٤٤١هـ) ويبعث لنا بمشروعه أو هدفه اليتيم أو مهارته الواحدة على البريد:
mashal001@gmail.com
ولعلنا نرتّب موعداً بإذن الله تعالى في نهاية العام للاحتفاء بهذه الأفكار ونقلها وترويجها حتى تصبح سلوكاً فردياً وثقافة مجتمعية في قادم الأيام .