بوح المشاعر

رسالة نبي

رسالة نبي
في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل مَلَك بُضْعَ امرأة وهو يريد أن يبني بها ولمّا يبن بها،  ولا أحد بنى بيوتاً لم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنماً أو خَلِفات وهو ينتظر أولادها).
لأن كل هؤلاء مشغولون بضيعاتهم وهمومهم وظروفهم والجهاد يحتاج قلوباً متفرغة ونفوساً متوجهة لقضاياها الكبرى في الحياة!.
من لم يهب مشاعره ووجدانه وعواطفه لقضيته وفكرته ومشروعه أولاً لا يكاد يبلغ آماله فيما يريد ولو صنع لها في النهاية كل شيء!.
ما أحوجنا اليوم: لئن نتخفف من أعباء كثير من الهوامش، ونتجرّد من كثير من المسؤوليات التي لا تصنع فارقاً في واقعها أو تبسط ربيعاً في مساحتها! ونوجه ذواتنا إلى القضايا الضخمة والمسؤوليات الكبرى والواجبات العينية أو الكفائية التي تخلى عنها كثيرون ونصنع فيها فارقاً يصلب مع الأيام ولا يكاد يموت.
إن خطاب هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لقومه (لا يتبعني رجل مَلَك بُضْعَ امرأة وهو يريد أن يبني بها ولمّا يبن بها،  ولا أحد بنى بيوتاً لم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنماً أو خَلِفات وهو ينتظر أولادها)، يصلح وبامتياز أن يكون خطاب هذه المرحلة.
ومن الفقه وكمال الوعي أن يجعله كل إنسان خطاباً موجهاً لذاته ويَعُدّه دعوةً صريحةً له في أن يخرج من همومه الشخصية ليشارك في قضايا مجتمعه ووطنه وأمته ويكتب فيها ومن خلالها ما يصلح للحياة.