حين فُجع الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم اختل لدى الخليفة الراشد والمكلّم عمر رضي الله تعالى عنه ميزان الحكم على الأشياء فقام رضي الله عنه وأخذ سيفه وقال: لا أسمع أحداً يقول مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ضربته بالسيف!! ولكنه ما لبث طويلاً حتى دخل أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وكشف عن وجهه صلى الله عليه وسلم وقبّله ثم سجّى وجهه وقال أما الموتة التي كتبها الله عليك فقد ذقتها ثم خرج فإذا عمر رضي الله عنه يكلم الناس فوقف وقال كلمته الشهيرة (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت) فعاد الميزان إلى أصله وقرر رضي الله عنه بهذه المقولة الخالدة درساً يجب أن يأخذ حقه كاملاً في حياة الأجيال:
أن الرجال تعرف بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال!
إن هذا الموقف يعلمنا درساً ضخماً في بناء أنفسنا وأن علينا أن نتعلّق بالمنهج ولا نجعل تمسكنا بدين الله تعالى مربوطاً بموت فلان أو حياته، هدايته أو ضلاله، ثباته على الطريق، أو نكوصه عن الجادة مهما كان مقام ذلك الإنسان من دين الله تعالى!.
(من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)!!
ثم جاء الإمام مالك رحمه الله تعالى بعد زمن طويل ليمد في ذات المنهج بمقولة شهيرة كذلك (كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر!!) فلا قيمة لقول بشر ورأيه مالم يسنده دليل من الوحي!
يا رفاق الطريق:
لقد قال الله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وحامل لواء هذا المعنى الكبير مسؤول عن سرد أدلة الوحي على صدق كلامه وإلا فليعذرنا فلا مقام لقول كائن من كان بدون أنوار الوحي ومباهج الشريعة!.
اثبتوا يا عباد الله وتذكروا مقولة ذلك الحبر (اقتدوا بمن مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة) وتذكروا حديث نبيكم صلى الله عليه وسلم (إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم)، قالوا: يا نبي الله أو منهم؟ قال: (بل منكم).
قال تعالى { أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ } قال #ابن_عثيمين قال:بهداهم ولم يقل :بهم لأن العبرة بالمنهج لا بالاشخاص،فلا تتعصب لداعية ولا لمصلح إن حاد عن الحق،فإن الحق ليس بكثرة الرجال وإنما بموافقة الكتاب والسنة.
قال تعالى { أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ }
قال #ابن_عثيمين
قال:بهداهم ولم يقل :بهم
لأن العبرة بالمنهج لا بالاشخاص،فلا تتعصب لداعية ولا لمصلح إن حاد عن الحق،فإن الحق ليس بكثرة الرجال وإنما بموافقة الكتاب والسنة.
الشرح الممتع ٣٧٩/٤