آفاق تربوية

الثقافة المشوّهة

الثقافة المشوّهة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله ، وبعد :
رأيته هذا المساء على الطريق العام يمارس نشاطه الرياضي وأدركت أن وعياً بدور الرياضة ألزمه بهذا المران في كل مساء غير أنني تأسفت جداً لثقافته المشوّهة في ذات الوقت فهذا النشاط الذي يمارسه كان على حساب صلاة الفريضة، فأصوات المكبرات تضج بأصوات الأئمة في صلاة العشاء وهو يمارس دوره الرياضي وكأن هذا المشهد لا يعنيه في شيء.
ومثله ذلك الذي توقّف عن المشروبات الغازية وأعلن الحرب عليها وهو من سنين يشرب الدخان ويحرص عليه ويدمنه في يومه وليلته ولم يفكّر في الفكاك منه.
وثالث يدير دائرة رسمية وكل يوم وهو في خصام ونزاع مع موظفيه على ورقة الدوام يطالب بانتظامهم إجلالاً للنظام وهو في ذات الوقت لم يتمكن حتى الآن من الوفاء بمواعيده التي يبرمها وكثيراً ما يأتي في زمر المتأخرين عن صلاة الجماعة وما زال يعيش شتاتاً في مواعيدها.
ورابع يتحدث عن أهمية النظام وحضارة الغرب في الالتزام به ورأيته حين احتاج إلى صرف مال من الصراف ووجد السيارات منتظمة في دورها أوقف سيارته جانباً وجاء على قدميه ماشياً ثم تسلق على حقوق الآخرين وصرف ثم مضى.
وخامس يتحدث عن النظافة ويخاصم من أجلها ويطالب الجهات المسؤولة بسن الأنظمة الرادعة للمتجاوزين وهو ذاته الذي يرمي بمخلفاته في أقرب مساحة ولم يتوقف يوماً عند حاوية ليضع فيها تلك المخلفات.
وجملة من المحتفين باليوم الوطني هم الذين لم ينتظموا في وظائفهم، ولم يؤدوا دورهم في مجتمعاتهم وهم شرارة كل خلاف ونزاع وفوضى في مساحاتهم التي يعيشون فيها
أما قلت لكم يوماً: أن مشكلتنا مشكلة مفاهيم!!

 

د. مشعل عبد العزيز الفلاحي
السبت ١٤٣٧/١٢/٢٣