رمضان يبني القيم

رمضان والبراءة من المشركين

رمضان والبراءة من المشركين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
ما علاقة رمضان بعقيدة الولاء والبراء؟ ما له وللكفار في ديار الغرب؟ قال صلى الله عليه وسلم: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحَرِ)، يحاول النبي صلى الله عليه وسلم من خلال هذا النص بعث روح البراءة من المشركين من جديد.
ويذكّر الصائمين وهم في غمرة مشاعرهم أن الشريعة وحدة واحدة يغذي بعضها بعضاً، وهي لا تُقدّم مفاهيم مفصولة عن بعضها وإنما تطرح مشروعاً  لبناء الإنسان من كل جوانبه.
إن الكافر عدو للمؤمن هذه ليست معرفة يراد حفظها، وإنما عقيدة يراد لها العيش في قلوب المؤمنين، وسيظل الكافر عدواً مهما كانت الصور التي يديرها الواقع، وتمليها الظروف.
وقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء)، ومثلك أوعب بالحديث فثمة فرق بين المعاملة التي نعاملهم بها وهي مبسوطة في قول ربك (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديارهم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)، (تبروهم) بكل أنواع البر إلا ما فيه نص ثابت كالسلام وأعياد دينهم، وما عداه فقد فسح الإسلام في صور التعامل معهم لأرقى المثل والمعاني، وفي حديث نبيك صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهداً لم يرٍح رائحة الجنة)، وبين العقيدة التي يجب أن تعمر قلوبنا أن هؤلاء أعداء، وستظل معاملتهم مع كل مسلم مرهونة بهذا المعتقد، ولن تأتي اللحظة التي تلقى منهم وداً إلا فيما يخدم قضيتهم ومشروعهم وفي بيان ذلك يقول الله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
من الفقه والوعي أن تعلم أن هؤلاء أعداء لك في الأرض وتحاول الشريعة إيقاظ حسك ومشاعرك ألا تكون غافلاً عما يدور حولك، وما تراه اليوم من هذا الضخ الإعلامي الكبير ومحاولة تشويه الإسلام والمسلمين وإلصاق التهم بهم في كل مكان هو جزء من إدارة المعركة التي يشعر بها العدو ويريد الإسلام ألا تكون بمنأى عنها.
تدعوك الشريعة بأن تكون فطناً وأن تعرف عدوك من صديقك وأن تكون محصَّناً أمام وارد الأفكار والمفاهيم والتصورات التي يديرها العدو معك في كل مكان وزمان.