حين تُبلى القيم!
حين تُبلى القيم!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
كل الذين يقعون في مشكلات يبحثون لها عن حل، غير أنهم يفترقون في وسائل البحث ويختلفون في طرائقه!
فلو كانت مشكلة اثنين في الخلاص من دَين حل بهم ويودان الخلاص منه فقد تجد أحدهم يبحث عن الخلاص بكل صوره واحتمالاته دون قيد أو شرط وفي النهاية قد يسد دينه من خلال قرض ربوي، أو من احتيال، أو من غش لا فرق وسلّم صاحبه ماله وفك في الظاهر رقبته من دين حال يودي به إلى السجن!
والآخر بحث عن خلاص لذلك الدين لكنه كان يريد وفاء ذلك الدين من طريق لا يتعارض مع شرع الله تعالى ولا يتخاصم مع قيمه ومبادئه، وطال عليه زمن البحث ولم يعثر على شيء، وهو في الطريق إلى السجن.
كان الأول يعيش لحظته وليس له دين ولا قيم ولا مبادئ يحاكم إليها حلوله وعرّض دينه للخطر والآخر يسير في ضوء دين وقيم ومثل تحمّل من أجلها تبعات الطريق، ورضي وعثاء السجن من أجل حياته الكبرى!
لعلك تسأل: ما ذا تريد أن تقول؟
أردت أن أقول لك: حين تَعْرِضُ لك قضية (المساهمة في بنك ربوي، أو المساهمة في قيمة كبرى كحجاب المرأة) أنموذجاً لا تستغرق في لحظتك وحاكم هذه القضايا وأمثالها إلى الوحي، واحذر أن تشارك في شؤم تصبح رهيناً بأثره، وتطلّب السلامة بكل حال، وقد قال الأول : السلامة لا يعدلها شيء.
وإياك أن تكون عوناً في مشروع يسخط ربك ولو بكلمة، وتنال من سهم شره وتجري عليك عاقبة السوء منه في الدارين.