أنا والعادات!
أنا والعادات!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
كل واحد منا له جملة من العادات التي يمارسها في يومه، وتشكّل شخصيته، ويسير في فلكها، وقد تتنوّع هذه العادات في ذات الشخص الواحد ما بين عادات إيجابية وأخرى سلبية ويتكيّف معها الإنسان للدرجة التي قد لا يشعر بالأثر الإيجابي أو السلبي التي تحدثه تلك العادات في حياته حتى يجد من آخرين ما يبعث لديه تقييم تلك العادات ونقدها ومحاولة تعديلها أو تغييرها.
تحدّثت هذه العادات وأبانت عن أثرها في واقع كل إنسان فقالت: إنني صديقتك الدائمة. إنني أهم من يعاونك أو من يزيد متاعبك، سأدفعك إلى الأمام أو الى الفشل، إنني رهن أمرك تماماً.
قد تلجأ إليّ لتقوم بنصف الأشياء التي أعدت القيام بها، وسأعمل على القيام بها بسرعة وبشكل صحيح، إنني سهلة الانقياد فيجب أن تكون حازماً معي، ويجب أن توجهني لكيفية القيام بالأشياء، وبعد دروس قليلة سأقوم بها تلقائياً، إنني خادمة لكل الرجال العظماء.
وللأسف لكل الفاشلين أيضاً، أولئك العظماء أنا من جعلتهم كذلك، وكذلك الفاشلون.
أنا لست آلة، على الرقم من أنني أعمل بنفس الدقة، قد تديرني من أجل الربح، أو تديرني من أجل الدمار فبالنسبة لي لا فرق عندي، خذني، دربني وكن حازماً معي وسأضع العالم تحت قدميك، كن متساهلاً معي وسأدمرك، أتدري من أنا ؟ أنا العادات. اهـ
تخيّل معي هذا الأثر الكبير الذي تصنعه: (خذني، دربني وكن حازماً معي وسأضع العالم تحت قدميك) وتأمل في المقابل هذه الخسارة التي تخلّفها: (كن متساهلاً معي وسأدمرك).
إنني أدعوك في هذه المساحة أن تلقي نظرة على وقتك اليومي فقط لترى ماذا تصنع؟ وأين يذهب؟ وسترى حينها أنك مجموعة من العادات تسير بك في طريق الناجحين أو تلقي بك في فلك المخفقين!
من الحقائق الكبرى: أن كل الناجحين الذين تراهم في واقعك اليوم هم نتيجة لجملة من العادات الإيجابية التي تكوّنت في حياتهم مع الزمن، وكل المخفقين مع الأسف هم كذلك مجموعة من العادات السلبية التي أودت بهم في النهاية إلى الضياع.
وإذا أدركنا هذه الفروق التي تحدثها العادات في واقعنا بدأنا نفكّر في مساحة التغيير القادمة من حياتنا.
وألقاك بإذن الله تعالى في الأسبوع القادم وقد بدأت بالتفكير على الأقل في عاداتك الشخصية وقومتها لنبدأ رحلة التغيير.