حديث الجمعة

صُنّاع الأحلام

صُنّاع الأحلام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
إذا صغرت نفسُ الفتى كان شوقه … صغيراً فلم يتعب ولم يتجشّمِ
ومن كان جبار المطامح لم يزل … يلاقي من الدنيا ضراوة قَشعمِ
أحبك يا صديقي وأصوت في أذنيك في ظهيرة الجمعة بقول الأول: قراراتك وليست ظروفك هي من تحدد مصيرك! آمن يا صاحبي أنك من تصنع واقعك، وتبني عرش مجدك وتكتب قصة حياتك وستتهاوى كل عوائق الدنيا بين يديك.
قم يا صاحبي من فراش نومك، وسرير بيتك، وردد معي قول الأول:
سأعيش رغمَ الداء والأعداء … كالنّسر فوق القِمّة الشمّاء
أرنو إلى الشمس المضيئة متفائلاً … بالسحب والأمطار والأنواء
لا أرمقُ الظل الكئيب ولا أرى … ما في قرار الهُوّة السوداء
وأسير في دنيا المشاعر حالماً … ومغرداً وتلك سعادة الشعراء
كل الذين حدثوك عن الظلام يا صاحبي لم يروا النور، والذين يخوضون في اليأس لم يجربوا رحلة الأمل، وشتان يا صاحبي ما بين الطريقين!
تمنّى عمر رضي الله تعالى عنه بيتاً ممتلئاً رجالاً كأبي عبيدة رضي الله عنه، ولما رأى صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص قال: هذا خالي فليرني امرؤ خاله، وقال الذهبي عن البراء بن مالك: البطل الكرار، وكتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى أمراء الجيش: لا تستعملوا البراء على جيش فإنه مهلكة من المهالك.
وقال صلى الله عليه وسلم: صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة، فما مدى صوتك في الدنيا! ما هو مشروعك؟ وما هي مساحة تأثيرك؟ أما آن أوان الجد يا صاحبي!
( هذا صوتي أرجو أنه بلغك وهو جزء من صوت الأمة التي تنتظرك)

 

د. مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
الجمعة 6/2/1436هـ