تدبرات قرآنية

ميلاد إنسان1

ميلاد إنسان1
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فضلاً دعك من الاحتفال بميلادك الأول، وما تصنع بتاريخ رسم في بطاقتك قدراً وليس لك فيه شيء!
ثمة مواليد كثيرة تستحق الفرح والتصفيق، حين تعثر على لحظة الهداية وتستقيم على منهج الله تعالى، وتعثر على أهم أهدافك الكبرى، وتجد مشروعك العمري يمكنك حينها أن تسجّل تلك اللحظات وتحتفي بها وتبني بها قصوراً من الذكريات لحياتك القادمة في عالم الأرض.
الدنيا يا صاحبي دون هدف ولا مشروع لا قيمة لها في الواقع، وستراها تطوي عمرك، وتأتي على شبابك، وتقلصّ أيامك وتدفع بك للرحيل من الدنيا دون شيء، ويكفي من هذه الصور حديث المتأسفين عند الوداع: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)، وهي في ذات الوقت أفرح ما تكون لصاحب المشروع لأنه يبني من خلالها مستقبله ويكوّن بها تاريخه ويجهد في عمارتها بالذكريات.
إلى متى ستظل تجري دون غاية! إلى متى تستنزف قواك في غير معنى! يمكنك أن تتوقّف هذه اللحظة وتأخذ جولة كافية تقرأ فيها واقعك بإمعان وتستعرض رحلة عمرك الماضية، وتحسب فيها عمرك الحقيقي في مقابل الأهداف التي تحققت لك خلال تلك الأيام .
ولعلك حين تقف على الحقيقة بنفسك تستطيع أن تقرر لحظة الميلاد الجديدة في عالم الدنيا والله يتولاني وإياك بحفظه وتوفيقه.

 

د. مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
الجمعة 22/8/1435هـ